الجمعة، 28 يناير 2011

قلب اربيل النابض ... قلعـــــــتها









تعبق لغة الحوار بين الحداثة والاصالة في المدينة العتيقة (اربيل)عاصمة المحبة والجمال وان دخلت الى قلبها تسمع هذا الحوار 

وتشعر انك في حديقة غناء مليئة بالأزهار الزاهية ومناظرها الخلابة تسر الناظر. كنا نستمتع بالنظر اليها اهتم اهلا بها لتصبح

ايقونة المحافظات العراقية.

هناك وفي قلب المدينة يوجد صرح شامخ كما اهلها وهي (قلعة اربيل) قديمة ببنائها والتي تعتبر رمزا للمدينة تعيش حاليا عملية 

اعمار كبيرة لتجعل لعشاقها شغف اكبر في ارثها لجذب السياح  الوافدين اليها من كل اصقاع العراق والعالم.

حولها شيد في السنوات الاخيرة وحاليا عمليات اكثر تألقا حيث كان بجانبها دكاكين قديمية ومناظر غير ما شاهدناه سابقا اما اليوم 

فالحديث يطول ويطول ليصل الى مفترق الطرق الجميلة من حدائق ونافورات وبناء العمارات الكبيرة بالاضافة الى سور عباسي 

يجعل المنظر قريب لبناء القلعة بشكل حديث .

اي ان القائمين على المشاريع لم يهملوا القلعة الرمز بل جعلوا منها متعة للناظرين ومرتعا هاما.

وبالاضافة الى الحداثة الكبيرة شاهدنا مناظر شاخصة تراثية احتفظ  بها شخوص المدينة وفي القلعة (الحب) استعمل قديما من قبل 

اهل العراق وهو مصنوع من الفخار يحفظ الماء باردا لمدة طويلة وكذلك وجود محلا لبيع المواد التراثية القديمة.

قلعة أربيل تقع في وسط مدينة أربيل في كردستان العراق يعود تاريخها إلى عصر الاشوريين والى حوالي الالف الأول قبل الميلاد، 

بنيت أساسا لأغراض دفاعية حيث كانت تعد حصنا منيعا لمدينة اربيل في تلك الحقبة الزمنية. قلعة اربيل كانت في باديء الامر 

وعند انشائها تضم المدينة بالكامل.


يتحدث ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)، عن اربيل وقلعتها فيقول: ان اربيل هي قلعة ومدينة كبيرة في فضاء واسع من

الأرض. أصبحت القلعة مقرا للامير الاتابكي سنة 539هـ.


يبلغ ارتفاع القلعة 415 م عن مستوى سطح البحر وعن سطح المدينة يبلغ ارتفاعها حوالي 26 م اما مساحتها فتبلغ 102.190 

متر مربع. ولقد تسبب كهريز قلعة أربيل في إجهاظ حصار هولاكو المغولي لها حيث تزود منه اهلها بالمياه أثناء الحصار وعن 

طريقه كانوا يخرجون منها ليعودوا بالمؤن إليها ذلك اللغز الذي عجز هولاكو عن فهمه مما أدى إلى فك حصاره عنها والانسحاب

منها.


في 26 أبريل 2006 دمر أحد جدرانها الذي يقع في مواجهة بناية (محافظة أربيل).


سميت اربيل لان القلعة كانت اسمها اربأيلو والمنطقة التي فيها القلعة كانت اسمها قبل أنشاء القلعة عليها باسم اراستيوم حيث 

هذا احد الاسماء الاشورية القديمة وكلمة اربيل مأخوذه من اربأيلو يعني الاله الاربعة في اللغة الاشورية وسميت بالقلعة لانها

كانت عالية وكانت اشبه بالدرع عن الحروب.وعدا عن كونها معلما أثاريا ومعماريا قديما فانها ايظا تحوي العديد من المباني 

والاثار الأخرى التي تحكي قصصا عن مراحل مختلفة وشخوص من المشاهير عبر تاريخ المدينة لا زالت عالقة في اذهان اهالي 

المدينة المعمرين. ولقد أصبحت قلعة اربيل جزءا من التراث العالمي بقرار من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وهي تشهد

حاليا اعمال ترميم واسعة. 

مجموعة من الصور الملتقطة في قلعة اربيل 



ابن المستوفي

هو مبارك بن احمد شرف الدين المعروف بابن المستوفي . كان مؤرخا ووزيرا في اربيل في حقبة السلطان مظفر الدين كوكبري ولد إبن المستوفي في سنة 564 هجري الموافق لسنة 1169 ميلادي في قلعة اربيل وتوفي فيها سنة 637 هجري الموافق لسنة 1239 ميلادي كان إبن المستوفي ضليعا في مجالات التاريخ والأدب واللغة وله نتاجات كثيرة أهمها كتابه (تاريخ أربيل) في اربعة اجزاء.


احد جوامع القلعة - اربيل  


احد جوانب القلعة - اربيل
 
احد الشوارع القلعة القديمة - اربيل


المنطقة المقابلة للقلعة - اربيل



مظاهر الاعمار في القلعة - اربيل


علم كردستان - اربيل


مع خالص الحب والتقدير
 فريق العمل  :-  سفيان المشهداني ، مصطفى سعد ، غيلان ناصر

اعداد النص :- سفيان المشهداني ، غيلان ناصر 
تدوين و تصوير :-  مصطفى سعد





 

الأربعاء، 26 يناير 2011

ام الدنيا مصر تستخدم اللاعنف ضد مبارك

<

 الناشط المدني والكاتب الصحفي سلام خالد
 
غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وازدياد فرص البطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية الهامة كفيلة ان تزلزل الأرض من تحت أقدام المتربعين على عروش السلطة منذ عشرات السنين.
هذه هي الحكاية في أم الدنيا جمهورية مصر العربية ذات الـ80 مليون نسمة، التي خرجت تهتف وتقول (يا جمال قل لأبوك... كل الشعب يكرهوك)، إن الخروج على السلطة في مصر وسط الإجراءات المشددة لا يمكن إلا أن يعتبر نضال مدني وكفاح سلمي ضد الظلم والفقر.
إن تعبئة الشارع ليس بالشيء الهين ولا السهل خاصة بالمجتمعات التي تتميز بنوع من الثقافة والأدب والحس الفكري، إن الآلاف الكبيرة التي خرجت في عدد من المدن المصرية لم يكن هدفها إسقاط حكم مبارك الذي تولى السلطة من ما يزيد عن 27 عاما، بل هي رسالة تنبيه وتحذير، أن مقياس ريختر للزلازل حاضر لاحتساب الدرجة اللي سنضربك فيها إن لم تعدل الوضع في البلاد.
ان وقوع ثلاثة قتلى وأكثر من مئة جريح في يوم ثوري مصري كبير، هو مؤشر خطير على استماتة أصحاب السلطة بالبقاء بكراسيهم حتى وان تعرض الشعب لأسوء أنواع العذاب.
اللاعنف يدعو الى سحب الخصم إلى ساحة اللاعنف التي فيها كل وسائل النجاح ولكن انجرار اللاعنفيين بتهديدات الخصم يضعهم في وسط النار بل يفسح المجال أمام الخصم باستخدام كل ما عنده من قوة تحت مسميات الدفاع عن النظام العام او الدفاع عن النفس او الحفاظ على الممتلكات العامة..
عندما تتجرأ وتقول للحاكم او السلطان انك تكرهه، هذا يعني ان كان يحمل أي عقل انه اترك مكانك لغيرك لأنك لم تعد أهل له، ولكن شكوك الحكماء بنية خصومهم السلميين هي التي تجعل منهم طواغيت وقتلة.
ان عدم تمكن السلطات المصرية من اعتقال رئيس الصحفيين يحيى قلاش بسبب المظاهرات والاحتجاجات التي اندلعت عند وصولهم لمقر نقابة الصحفيين هو دليل واضح ان عنف السلطة لا يمكن ان يستمر أمام إرادة الشعب العادلة.
على المصريين ان يفكروا بسحب السلطة الى ساحتهم التي تضم كافة أنواع الأسلحة السلمية والتي يمكنهم من خلالها تجريد السلطة من قوتها وبالتالي فضحها أمام الرأي العام.
الخطوة الأولى في مصر تعلمنا ان الشعوب المقهورة غير مستعدة ان تصبر أكثر أمام الظلم وأمام الاستبداد، كما انه على السلطات ان تفكر بطريقة أكثر إنسانية بالتعامل مع الشعوب لأن القاتل والمقتول أن كان محتجا ام شرطيا هما من أبناء البلد وبالتالي الخسارة ستقع على البلد الذي يخسر أبناءه جراء اختلاف وجهات نظرهم.
كما ان ربط الإخلال العام بالأمن بالتظاهر والاحتجاج هو عمل غير منطقي لأن أهداف الناس هي الحصول على حقوقها وحرياتها فاذا كانت هكذا أهداف إخلال بالأمن فما هي الأسباب التي تدعوني للسكوت أمام دفع الضرائب والتجاوب مع الحكومة ذات العنف والظلم.
قبل ان نضمد جراحنا يحب معرفة ما يخطط له أصحاب السلطة وان لم يشرعوا بتعديل الواقع المرير فلن يكسبوا راحة ولا مستقبلا.
عندما يعلم الرئيس انه موظف لدى الحكومة من اجل الشعب وخدمتهم عند ذلك الوقت لا ينفع العنف معه لأنه باحتجاج واحد وظاهرة يسقط ونأتي بغيره، وتوريث الحكم ليس لمصلحة الشعب بل لمصلحة الطبقة الفاسدة في السلطة كما ان التعديلات الوزارية التي تأتي استجابة لمطالب الناس هي لإرضائهم وليس لخدمتهم.

أحداث تونس بين العنف واللاعنف


الناشط المدني والكاتب الصحفي سلام خالد

على الرغم من أن الشرارة الأولى للأحداث في تونس كانت عنفية وما تبعتها من تدهور سياسي سريع أدى إلى تغيير وزير الداخلية التونسي ومن ثم تغيير وزاري ألا إن الانتفاضات الشعبية دائما ما تتوالد أفكارها مع استمرار الاستجابة لها.
 إن التونسي الذي احرق نفسه في منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي في بلدة سيدي بوعزيز لم يكن مخططا لعملية انقلاب ثورية، ولم يعرف ان فعله الكبير سيسقط حاكما جثم على صدر ابناء شعبه منذ 25 عاما، الا انه كان سببا في اندثار ديكتاتور عربي تخلى عنه الذين قاموا بتنصيبه طاغوتا على اهله.
ولو نظرنا الى الاحزاب السياسية المتواجدة هناك، لم تتمكن بعد حتى من تهيئة الشارع وضبطه نحو اهداف سياسية فعلية ومحددة لأنها لم تتوقع ان تنتج ثورة شعبية عفوية نحو اسقاط السلطة في البلاد.
الشرارة الاولى عنفية وما تبعه من احداث شغب واعمال عنف وسرقات ونهب تجعلنا نعرف ان المجتمعات لا تخلو من العابثين الذين يستغلون الفوضى للحصول على اهداف غير نبيلة.
اللاعنف ووسائله الحميدة حضروا الى شوارع تونس ومدنها وقراها لكن المشكلة في التطبيق، لأن اول شيء تم فعله في تونس بعد هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي هو البحث عنه وعن عائلته للانتقام واليوم تونس رفعت بشأنه ورقة اعتقال وسلمتها للشرطة الدولية، في حين كان الاولى هو ترتيب الاوضاع الداخلية ومن ثم الانتباه الى المجرمين والقصاص منهم.
احداث تونس ستزداد سخونة والشارع سيغلي اكثر، لأنهم شعب تفاجأ بالحرية وبالديمقراطية، بعد كبت لعقدين ونصف تصبح الصحف محررة من سجون الظلم والسجناء السياسيون سيطالبون بأكثر مما تعرضوا له وكل مستفيد من بن علي سيكون عرضة للمساءلة وكأني اقرأ تاريخ العراق بنكهة تونسية.
اعتقد ان الحل بيد التونسيين وحدهم وهم الذين عليهم ايجاد طرق سلمية اكثر للتعبير عن افكارهم ووسائل ايجابية اكثر تحفظ دمائهم  وحقوقهم التي دائما ما ننتزعها في البلدان العربية دون ان نحصل عليها ببساطة.
حرق الاجساد ظاهرة عنفية خطيرة تفتك بالارواح، ولكن ليكن التفاؤل صاحب الانسان ولا يذهب به اليأس كما فعل بآخرين في مصر والجزائر وموريتانيا وقبلهم تونس.
تونس اليوم حمراء من الدماء التي تسيل وستكون خضراء ان عرفت طرق السلم بالدفاع عن الحقوق والحريات، لا ادين بو عزيز على حرقه لنفسه ولكني تأسفت على الظرف الذي ذهب به الى هذه النتيجة.
الشعوب العربية تنتفض عندما يصل السيل الزبى في حين يجب ان نتحرك عندما نشعر ان الرئيس او المسؤول بدأ يفكر بطرق غير ديمقراطية او على الاقل يفكر ببقاءه بمنصبه دون خدمة الناس.
اللاعنف بدأ خجولا في تونس التي سيطر الجيش على مؤسساتها، لكنه سينضج فكره ومنهجه نحو ايجاد مجتمع قادر على حكم نفسه بنفسه بدون وصاية اجنبية او طاغوت محلي.

لبنان بين لا عنف المقاومة ومقاومة العنف

الناشط المدني والكاتب
الصحفي سلام خالد

لبنان بلد ذو جبال خضراء وسماء صافية وبحر هادئ، الا ان السياسة الطائفية فيه لا تستطيع ان تحافظ على صفات هذا البلد دون ان تعكر صفوها، وتخلط الالوان الجميلة لتحصل على لون بلا اسم او وصف.

الاقتتال على السلطة حق مشروع في لبنان، وكلما كنت قويا في الداخل وتتمتع بدعم اقليمي فهذا مؤشر على نجاحك سياسيا بهذا البلد الصغير الذي يقول عنه اهله (بسبب ان بلادنا صغيرة يكتبوا اسم لبنان في الخريطة على البحر المتوسط).

ان من اخطاء السياسيين الفادحة هي دعوة الناس الى الخروج الى الشارع والتظاهر والتعبير عن الاحتجاج بالطرق المناسبة والتي دائما ما يندس بها المخربون ويعملون الفوضى.

المقاومة اللبنانية التابعة لحزب الله لم تخرج للشارع عندما انتقلت السلطة من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري الى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، والسبب هو ان المسألة بين قادة الطائفة السنية، مما حدا بانصار الحريري (المهزوم) الى اختلاق اعمال عنف في بعض المدن اللبنانية، في حين ان المعروف على انصار الاخير هم من المسالمين والمثقفين!؟

على الرغم من تدخل السياسيين لاحتواء الموقف العنفي في شوارع لبنان الا ان هناك الكثير من الناس تعرضوا للاعتداء كونهم متواجدين بالمكان غير المناسب بالوقت غير المناسب.

عقلاء لبنان يدعون الى السلم الاهلي من جهة وهم يصبون الزيت على النار من جهة أخرى، ففضائياتهم لم تنفك تنقل خطابات الوعيد والتهديد وهناك من يقذف الاخر بالخيانة والغدر وغيرها من وسائل الخطاب غير المثقفة واللاواعية.

افتقار اللبنانيين الى روح التنازل والتسامح هو الذي جعلهم اداة بيد الذين لاتهمهم سوى مناصبهم والمواقع المهمة، كما ان لغة التهديد تزيد من روح الاحتقان في الشارع وبالتالي فالمتضرر الوحيد هو المواطن الذي يرزخ متعبا للحصول على لقمة العيش.

لبنان اليوم على شفا حفرة من الاقتتال والتشرذم بين فرنسا والغرب من جهة وبين سوريا وايران من جهة اخرى، والفصيل العنفي لحزب الله بدا هادئا وسلميا في المعركة التي نشبت بين اطراف الطائفة الواحدة.

اللاعنفيون في لبنان بين نارين النار الاولى هي العنف التي تحصد الاخضر مع اليابس بسبب وجودك بمحل العنف، والنار الثانية هي نار الضمير التي تستعر بقلوب اصحاب النوايا الحسنة والذين لا يرغبون بأن يروا بلادهم تحترق.

متى ما تسامح الاطراف المتنازعة فيما بينهم وتسامحوا وبنوا علاقات ثقة رصينة متبادلة بينهم، عندها يمكننا ان نرى شمس بيروت تشرق من جديد والا فاللون الاحمر بانتظار صافرة العنف ليغطي ارجاء لبنان الخضراء وأهلها الطيبين بلون الدمار والقتل.

اللاعنف في لبنان غدا معروفا بسبب رواد كبار ومفكرين قاموا بنشر هذه الثقافة في احلك الظروف الا ان السياسيين يروا أن اللاعنف يهدد وجودهم وبقاءهم فكل يوم نرى تصريحا ناريا لزعيم طائفي وكأن منصبه مثل التنور ووقوده تصريحاته ذات الطابع العنفي، لكنني اعلم جيدا ان البقاء للشعوب وليس للقادة واللاعنف سلاح امضى من أي سلاح اخر.


الكرادة - بغداد - 2010 - الساعة 6 صباحاً


من اربيل


في وسط الاجواء والطقس البارد والتجمع الجميل الذي يجمعنا بزملاء الكرام ارسل رسالتي الاولة 
في مدونة صحافة بغداد 
على كل حال 
شكرا للتواصل وشكرا لمن قرأ